الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمد، وعلى آلِه الأكرمينَ الطاهرين، وصحابتِه أجمعين. وبعدُ، فإنّ مِن نِعَم الله علينا أنْ وفَّقنا جَلَّ في عُلاه إلى تنفيذ رغبةِ صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الـحُسين حفظه الله ورعاه في تأسيس «مركز التوثيق الملكي الأُردني الهاشمي» ليُعْنَى بحفظ الذّاكرة الوطنية والقوميّة لآل البيت عامة والوثائق الهاشمية خاصة، وبتاريخهم وتاريخ البُلْدان التي كان لهم شرف خدمتها وخدمة شعوبها، ولا سيّما الأردن، وإجراء البُحوث والدِّراسات الـمُتَّصلة بهذا الشأن، وتحقيق المخطوطات الـمَعْنية بسيرِهم وسِيَرِ رجالاتِـهم، ونَشْر المذكرات الشخصية لمن أسهَمَ في هذا التاريخ أو شَهِدَ أحداثَهُ، فضلًا عن العناية بالنَّسَب الشريف وبكل مَن ينتمي إليه، حِفْظًا له وتَوْثيقًا، وعنايةً به وتأصيلًا.
وقد وفقنا الله سُبحانه إلى حفظ آلاف الوثائق المتصلة بهذا الشأن وفق أحدث الطرائق العلمية، فضلًا عن إصدار عددٍ من الدراسات والأبحاث والتحقيقات المتصلة بتحقيق أهداف هذا المركز العتيد.
والمركز يسعى، فيما يسعى إليه، إلى التَّعاون العلمي الجاد مع المؤسسات والمراكز البحثية: العربية والعالمية، ذوات الأهداف المماثلة، وتبادل الخبرات معها، وعَقْد النَّدوات والـمُؤتمرات المؤدِّية إلى تعميق آصرة التعاون الـمُشْترك من أجل النُّهوض بالمهمات الموكلة إليه.
ولا بُد لي في هذه المناسبة الكريمة أن أُشِيد بكلّ الدَّاعمين لأهداف هذا المركز العتيد وفي مقدمتهم سعادة الأستاذ جمعة الماجد حفظه الله تعالى الذي أسهم إسهامًا فاعلًا في دعم هذه المؤسسة الفتية وتحقيق تطلعاتها، وأدعو كُلَّ مَن يمتلك وثيقةً يسعى للحفاظ عليها إلى الاتصال بالمركز للإفادة من خبرات العاملين فيه وقُدراتهم في صيانة هذا النوع من الوثائق وتَرْميمها وحفظها استنادًا إلى أعلى مستويات التَّقْنية الحديثة. وأهيب بالمراكز المماثلة إلى مزيد من التعاون والتنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة، والله من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عليّ بن نايف
رئيس مجلس الامناء