أول قاضي قضاة في الأردن - الشيخ محمد الخضر الشنقيطي
محمَّد الخَضِر بن سيدي عبد الله بن أحمد الشنقيطي، الملقب (بما يأبى) لكرمه وسخائه كان لا يرد سائلًا ولا يأبى حتى لُقِّبَ بهذا اللقب (الجكني) نسبة إلى قبيلة من أعظم قبائل شنقيط الجامعة بين العلم والسطوة. (الشنقيطي) نسبةً إلى شنقيط. المعروف اليوم باسم الجمهورية الإِسلامية الموريتانية.
ولد عام 1285هـ (1868م) في بلدة تكب (شرقي موريتانيا)، وتوفي في المدينة المنورة، وعاش في موريتانيا والمغرب وزار العديد من البلاد العربية والهند.
تلقى تعليمه على يد والده الشيخ سيدي عبدالله، ثم حفظ القرآن الكريم، وأخذ علوم اللغة والفقه والأصول على يد الشيخ سيد المختار بن أحمد بن الهادي. وقد أجازه في حفظ القرآن الكريم الشيخ سيد محمد بن الأقظف، ودرس على يديه أيضًا بعض المتون الفقهية، ثم درس في محضرة أهل الطالب إبراهيم التاكاطين، وفي محضرة أهل محمد بن محمد سالم في أقصى الشمال الغربي الموريتاني أنهى رحلته العلمية.
عمل قاضيًا في منطقة الشمال الموريتاني، وأسّس هناك محضرة ثم عاد إلى مسقط رأسه، حيث أسس محضرة علمية كبيرة، قبل أن يهاجر في صحبة عدد من إخوته، وأبناء عمومته إلى المغرب، وذلك بعد مداهمة الفرنسيين لمعظم أجزاء موريتانيا واحتلالها، ثم واصل رحلته إلى الشرق، قاصدًا الحرمين الشريفين، فأدى فريضة الحج.
قدم العلامة الشيخ محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي إلى شرقي الأردن بصحبة الأمير المؤسًّـس عبد الله بن الحسين؛ ليكون أول من يشغل منصب قاضي القضاة في الدولة الأردنية إلى جانب منصب الوزارة في أول حكومة في عهد الإمارة تشكـَّـلت في 11 ـ 4 ـ م1921 برئاسة أحد رجالات الحركة الوطنية العربية في مطلع القرن العشرين المنصرم الرئيس رشيد طليع اللبناني الأصل ، فعندما غزا المستعمرون الفرنسيون بلادَ شنقيط هبَّ علماؤها للتصدًّي للمحتلين الفرنسيين ، وكان لفتوى الشيخ ، محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي بوجوب الجهاد ضد الفرنسيين ، أثر كبير في تدافع أهالي بلاد شنقيط للإلتحاق بركب الجهاد ، وكان الشيخ محمد الخضر من قادةً الجهادً إلى جانبً حاكم شنقيط الأمير عثمان بن بكـَّـار ، وأبلى المجاهدون بلاءً حسنا في جهاد المحتلين، ولكن القوَّة الغاشمة غلبت القلة المؤمنة فاحتلَّ الفرنسيون بلادَ شنقيطْ وأخذوا يطاردون المجاهدين فارتحل الشيخُ محمد الخضر إلى المغربً ومكث فيها خمسَ سنوات ارتحل بعدها إلى الحجاز واستقرَّ في المدينة المنوَّرةً في عام 1330هـ (1912م) واختير مفتياً للمذهب المالكي، وكان على علاقة وثيقة بشريف مكة الشريف الحسين بن علي وأبنائه، وعندما توجَّه الأميرُ عبد الله بن الحسين بن علي إلى شرقي الأردن في عام م1921 رافقه الشيخُ محمد الخضر الشنقيطي، وشارك في أوَّل حكومةْ أردنيةْ بعد تأسيس إمارة شرقي الأردن التي كان يُطلق على حكومتها اسم (حكومة الشرق العربي) تجاوباً مع المشاعر الوحدوية والعروبية التي كانت تغلب على أهالي شرقي الأردن، وشغل الشيخ منصب قاضي القضاة ومنصب الوزارة في الحكومة التي كان يطلق عليها إسم مجلس المشاورين، ثمَّ شغل منصب قاضي القضاة في حكومةً الرئيسً رشيد طليع الثانية المشكـَّـلةً في 5 ـ 7 ـ م1921 ، ثمَّ شغل منصب مستشار الأمور الشرعية (بمثابة وزارة الأوقاف) في حكومةً الرئيسً مظهر رسلان المشكـَّـلةً في 15 ـ 8 ـ م1921 ، وفي عام 1354هـ (1936م) عاد الشيخُ محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي إلى المدينةً المنوّرةً ولم يلبث أن انتقلَ فيها إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ ودُفن في البقيع.
للشيخ محمد الخَضِر الشنقيطي عدد من المؤلفات منها:
• كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري.
• إبرام النقض لما قيل من أرجحية القبض
• قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في أئمة الاجتهاد.
• مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني.
• العوامل الشرطية لزكاة الأوراق النوطية.
• لزوم طلاق الثلاث دفعة بما لا يستطيع العالم دفعه.
• قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهاد
• استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات
• إيضاح مختصر خليل بمذاهب الأربعة وأصح الدليل.