أيام لا تنسى - الأردن في حرب 1948
الكتاب: أيام لا تنسى- الأردن في حرب 1948.
المؤلف: سليمان الموسى.
عدد الصفحات: 614 من القطع الكبير.
مراجعة: ماجد جبارة - يؤرخ الباحث سليمان الموسى في هذا الكتاب دور الأردن في حرب 1948، ابتداء من قرار التقسيم وحتى عقد الهدنة، حيث يبرز الكتاب تفاصيل المباحثات السياسية والمعارك التي خاضها الجيش العربي الأردني، دفاعا عن فلسطين .
يتناول الكتاب الذي طبع بدعم من الديوان الملكي الهاشمي، الجانب التاريخي السياسي للأردن من جهة، وتفاصيل الحركات العسكرية التي قام بها الجيش العربي من جهة ثانية، محاولا الموسى إثارة العديد من الأسئلة حول الحرب، والإجابة عليها بشكل موضوعي بعيدا عن المغالاة أو اللبس.
ومن ابرز الأسئلة التي أثارها المؤلف هي: لماذا لم تحشد الدول العربية قوات كافية منذ اليوم الأول للحرب؟ ولماذا بدأ العراق ب 1500 جندي( أو 300او600) وانتهى في آذار 1949 ب 19 ألف جندي؟ وهل كانت حكومة العراق تستطيع حشد 19 ألف جندي في 15 أيار؟ ولماذا تراجعت القوات السورية أمام قوة صغيرة وبمجرد أن أطلق اليهود عليها عددا من القنابل المدفعية؟.
ويبين المؤلف أن تحديد المسؤولية في إخفاق العرب هو أهم ما يشغل بال الإنسان العربي، الذي يستعيد في ذهنه سلسلة الأحداث منذ بدء الغزوة الصهيونية الحديثة لفلسطين، ملخصا أسباب الإخفاق بالآتي، أولا: هناك مسؤولية بريطانيا التي ظلت ثلاثين عاما ترعى هجرة اليهود وتمهد لهم على ارض فلسطين، بجميع الوسائل المادية والمعنوية، حتى إذا انتهى الانتداب كانوا قد أسسوا جهاز حكومة له جميع المقومات من مؤسسات وجيش وتنظيم وسلاح وإدارة ومال. كما أنها ظلت تضرب عرب فلسطين بالحديد والنار ، وتعمل على سحق مشاعرهم الوطنية وعلى تفتيت جهودهم وحرمانهم من أية فرصة لتنظيم أنفسهم، إضافة إلى تخليها عن مسؤوليتها وتركت فلسطين في غمار الفوضى .
ثانيا: هناك مسؤولية أميركا التي أخذت تناصر اليهود سياسيا منذ البداية، والتي كان لضغوطها الأثر الأكبر في إقرار مشروع التقسيم، حيث تحملت مسؤولية أدبية كبيرة في أنها استمرت في تقديم الدعم لليهود بعد أن خرقوا الهدنة الثانية عامدين متعمدين واستولوا على أراض جديدة، ثم فرضوا شروطهم .
ثالثا: هناك مسؤولية عرب فلسطين الذين لم يتحدوا لمقاومة الغزوة الصهيونية ولم تظهر من زعمائهم وأفرادهم التضحيات التي تقدمها الشعوب القوية البنية في أيام الخطر، ولم تبرز منهم تلك الشراسة القومية التي كان يمكن أن تردع بريطانيا عن غيها وعن المضي في سياستها الشريرة.
رابعا: مسؤولية العرب عموما-أفرادا وحكومات- في أنهم لم يظهروا مزيدا من الفعالية في حرب فلسطين ، ولم يقدموا المساندة الكافية لعرب فلسطين قبل ذلك.
ويشير الى ان العرب افتقدوا الوعي الكافي لكسر يد الاستعمار البريطاني والاستيطان اليهودي، ولم يكن لديهم الإدراك الكافي ، لحقيقة الخطر الصهيوني، والعمل على مقاومته بشتى الوسائل والسبل.
ويؤكد الباحث الموسى أن وزر الخسارة ومسؤولياتها تقع على عاتق جميع الحكومات العربية، كل بنسبة تغافلها وتماهلها وعدم اهتمامها، بإعداد العدة اللازمة لدرء الخطر المحدق بأمتها.
ويتوقف عند مسؤولية المجتمع الدولي متمثلا في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يتحمل المسؤولية الأدبية الكبيرة، في عدم اتخاذه أي إجراء لتنفيذ قراراته، ولم يعمل على إيقاف اليهود، أو ردعهم ، خاصة بعد أن تجاوزوا حدود التقسيم، وبعد أن اغتالوا برنادوت وبعد أن ظهر عدوانهم سافرا أمام العالم كله.
يسلط الكتاب في جزء منه على الدور الأردني - ملكا وحكومة وجيشا- في حرب 1948، حيث استبسل الجيش الأردني في الدفاع عن ارض فلسطين ونال العديد منهم الشهادة على تراب فلسطين بالرغم من قلة الإمكانيات العسكرية.
ويستعرض الكتاب أهم المعارك التي شارك بها الجيش الأردني ومن أبرزها: معارك اللطرون وباب الواد، ومعركة الشيخ جراح، ومعركة القدس القديمة.
وتناول الكتاب في فصوله موقف الأردن من قضية فلسطين ووعد بلفور، وكيف حاول المؤسس الملك عبد الله أن يتوصل إلى ترتيب يتم من خلاله توحيد شرقي الأردن وفلسطين في دولة عربية يتمتع اليهود بإدارة محلية ضمن نطاق المدن والمناطق التي يؤلفون أكثرية فيها.
وكان هم الملك المؤسس وقف الخطر المحدق عند حد معين، وحصره بحيث لا يستشري في فلسطين كلها، إلا أن محاولة الملك لم تلق قبولا من الدولة المنتدبة أو من الوكالة اليهودية. كما أن الفكرة لم تلق تأييدا بين عرب فلسطين الذين ظلوا يطالبون بإلغاء وعد بلفور، دون أن يؤيدوا تلك المطالبة بقوة ترغم بريطانيا على تبديل سياستها.
وتضم مكتبة مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي العديد من كتب المؤلف الكبير سليمان الموسى، وأحد هذه الكتب الهامة هو كتاب أيام لا تنسى - الأردن في حرب 1948.