مدرسة السلط الثانوية
أم المدارس الأردنية، والتي اقترن اسمها بتأسيس الدولة الأردنية، حيث لعبت دوراً بارزاً في الحياة العلمية والسياسية، وخرجت آلاف القياديين في مختلف المناصب السياسية والبرلمانية والقضائية والإعلامية والاقتصادية والفكرية.
تم تأسيس مدرسة السلط الثانوية في عام 1919، وكانت تأخذ في ذلك الوقت من بيوت أهالي المدينة مقرًا لها، إذ تنقلت من بيت الرهوان إلى بيت الحاج عبد الله الداود إلى بيت رشيد المدفعي ومن ثم إلى بيت فوزي النابلسي، وبعد ذلك تم بناء هذا الصرح العلمي على قمة تل الجادور، "وهو تل أثري يُقال إنه سُمي بهذا الاسم نسبة إلى جاد أحد أبناء النبي يعقوب عليه السلام"، ويقع إلى الجهة الجنوبية من السلط القديمة المطلة على وادي السلط من الجنوب، وعلى مدخل المدينة من الشرق وعلى الأحياء القديمة والحديثة من الجهات جميعها
قام الملك عبد الله الأول بن الحسين رحمه الله بافتتاح مبنى مدرسة السلط في عام 1923 وبواقع 17 غرفة للإدارة والتدريس. وباشرت المدرسة بطاقمها التدريسي والهيئة الإدارية مشوار الأعوام الدراسية مع بداية عام 1924، حيث تم إحضار المعلمين من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق، وتخرج أول فوج في عام 1925، وبلغ عددهم أربعة طلاب وهم : أحمد الظاهر، داوود عبدالرحمن تفاحة، عبدالرحيم الواكد، علي محمد عبد الله مسمار. وفي عام 1926 تخرج منها الفوج الثاني وعدده ثلاثة.
أما طرازها المعماري فيحاكي نمط العمارة العربية الإسلامية، من حيث تقسيم الأجنحة والغرف إلى الأشكال الدقيقة في تلوينات البلاط.
ويتشابه مبنى مدرسة السلط الثانوية في عمارته مع مباني نابلس، نظرًا للتمازج التجاري والسكاني بين هاتين المدينتين.
وكان على الطالب الذي يلتحق بمدرسة السلط الثانوية أن يقرأ القرآن ويتلقى درسًا في الحساب والإملاء، وحسن الخط، ويتعلم الأخلاق والنشيد والرسم، ومع مرور الوقت كان عليه أن يتعلم الهندسة والجبر والمساحة، والتاريخ والجغرافيا والزراعة والطبيعيات ومسك الدفاتر والأشغال اليدوية، فضلاً عن اللغة الإنجليزية والموسيقى والنظافة والترتيب.
كما حملت المدرسة عبر تاريخها عدة أسماء، منها المدرسة السلطانية وهو أول اسم أُطلق عليها، ومدرسة السلط الأميرية، ومدرسة السلط التجهيزية، ومدرسة الحربي، والمدرسة الحزبية، ومدرسة التل، وأخيرًا مدرسة السلط الثانوية وهو الاسم الذي أطلق عليها منذ عام 1938 وحتى الآن. ولا ننسى الاسم المحبب الذي نالته المدرسة بجدارة وهو «أم المدارس»، كما قال الشاعر الراحل حسني فريز، وهو أحد خريجي الفوج الثاني منها وأحد معلميها فيما بعد ثم مديرها في قصيدته الشهيرة التي ألقاها أمام الملك الحسين بن طلال في اليوبيل الذهبي للمدرسة عام 1976.
ام المدارس كم هنئت بظلها ولقنت او لقنت حر مقال
قد انجبت في نصف قرن نخبة في ساحة الشهداء والابطال
كما كانت مدرسة السلط هي المدرسة الرائدة في كثير من المجالات، حيث كانت مكتبتها هي أول مكتبة مدرسية في الأردن تأسست في عام 1925، وتشكلت فيها أول فرقة كشفية وكان ذلك في عام 1923، وفيها تأسست أول جمعية رفق بالحيوان (جمعية حماية الحيوان) وكان ذلك في عام 1926، وكان أعضاؤها من طلبة المدرسة، وكان للجمعية نشاط ظاهر في تقديم المعلومات ذات الصلة، وفي إجراء المسابقات وتقديم الجوائز التشجيعية للفائزين في مسابقاتها.
وفي عام 1938 صدرت فيها أول مجلة مدرسية هي مجلة (مدرسة السلط الثانوية)، وفيها أول مرصد جوي بسيط لقياس عناصر الطقس المختلفة، يضاف إلى كل ما سبق أن مدرسة السلط الثانوية هي المدرسة الوحيدة التي تظهر صورتها في طابع بريدي أردني تم اصداره في عام 1982.
مشروع الترميم وأرشفة وثائق مدرسة السلط الثانوية
بناءً على التوجيهات الملكية السامية وتكليف صاحب السمو الملكي الأمير على بن نايف المعظم - رئيس مجلس أمناء مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي -، قام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي بتنفيذ مشروع المحافظة على وثائق مدرسة السلط الثانوية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي ووزارة التربية والتعليم بمدرسة السلط الثانوية وعلى نفقة المركز، علماً أن التكلفة التقديرية كانت بحدود 200 الف دينار وفق تقديرات وزارة التربية والتعليم، وتنفيذاً لذلك قام وفد متخصص من موظفي المركز برئاسة مدير عام المركز بالكشف الكامل على جميع الوثائق والسجلات والصور الموجوده بالمدرسة، حيث تم وضع خطة عمل لمعالجة الوثائق الموجوده بالمدرسة.
واشتملت خطة العمل على ما يلي:
1. تسليم المدرسة (60) صندوق لحفظ الوثائق من الرطوبة تم استيرادها خصيصا من لندن.
2. عمل المركز على استلام جميع الصور الموجوده في المدرسة وعدده (382) صورة والعمل على ترميمها ومعالجتها وتحويلها الى الشكل الالكتروني.
3. عمل المركز على اجراء جميع العمليات الخاصة بالمحافظة على الوثائق الموجودة في 92 حافظة في المدرسة والتي بلغت 7591 وثيقة.
مراحل الترميم والتوثيق تم مرت بها الوثائق والصور الخاصة بالمدرسة:
1- عمل كشوفات استلام للحافظات.
2- فرز الوثائق والصور وذلك لتحديد مراحل العمل المطلوبة.
3- اجراء عمليات التنظيف والتعقيم الكامل للوثائق بشكل يدوي وآلي.
4- اجراء عمليات الترميم اليدوي للوثائق.
5- اجراء عمليات التدعيم الحراري للوثائق.
6- التحول الرقمي للوثائق والصور.
7- استبدال الملفات القديمة بأخرى جديدة مع اضافة شعار المركز عليها.
8- تزويد المدرسة بالحافظات الجديدة بدلاً من التالفة.
9- أرشفة الوثائق والصور وحفظها الكترونياً.
وتم تسليم الوثائق لمعالي وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي في حفل عقد في مبنى المدرسة بحضور رسمي وشعبي حاشد.
ومن الجدير بالذكر أن المرحلة الثانية قيد التنفيذ، وتتضمن توفيز خزائن حديدية بمواصفات محدده لحفظ الوثائق في غرفة خاصة ضمن ظروف مدروسة بعناية من الحرارة الرطوبة والضوء، بعد تصويرها ليتم تعامل الجمهور والباحثين مع نسخ طبق الاصل ضمن غرف عرض خاصة في مبنى المدرسة بعد تجهزها بوسائل عرض الكترونية حديثه والآت تصوير.