الرحلة اليمانيّة لصاحب الدولة والسيادة الأمير الأكبر الشريف حسين باشا أمير مكة المكرّمة
الرحلة اليمانيّة لصاحب الدولة والسيادة الأمير الأكبر الشريف حسين باشا أمير مكة المكرّمة
تأليف شرف عبد المحسن البركاتي أحد أشراف مكّة المكرّمة
دقّقه وعلّق عليه الأستاذ الدكتور مهند مبيضين
يوثق الشريف شرف بن عبد المحسن البركاتي في كتابه هذا الرحلة التي قام بها شريف مكة وأميرها الحسين بن علي عام 1911م بطلب من الدولة العثمانية؛ وذلك لرأب الصدع في عسير وحفظ شوكة دولة الأمة، من أجل إنهاء فتنتها، ووقف تدخل القوى الغربية فيها، وهي دالة على أنَّ الشريف الحسين قام بواجبه بالدفاع عن الخلافة وبلاد المسلمين في حقبة اتَّسمت بالتدخل الغربي في الشرق العربي وشمال أفريقيا، حين كان الاستعمار الجديد يبدأ مشواره الطويل ليقود المنطقة والدولة العثمانية لاحقًا لمزيد من التفكك.
وجاءت هذه الرّحلة بلغة بسيطة قائمة على السرد الواقعي المباشر لمسار الرّحلة، والتي أرّخها ووثّقها البركاتي، وفقًا للأيام التي عايشها، ونقل فيها الأحداث لهذه الحملة العسكرية ومجرياتها، مع وصف للطبيعة الجغرافية.
وإذ كان الزمن الذي يستخدم بمفردات عدّة تحدد اليوم والساعة والوقت والتاريخ، يعكس وعيًا بالتدوين، إلّا إنّ الرحلة قدّمت معلومات مهمة عن الحياة الاقتصادية من وصف للثمار وأنواعها والزراعة ومحاصيلها، وغيرها من السلع المتداولة في الأسواق، وقدّم كاتبها وصفًا لجغرافية البلدان التي مرّ بها، والجبال والأودية وعيون الماء، والتقسيمات الإدارية لبعض المناطق، وذكر البركاتي أسماء الذين رافقوا الحملة من الأشراف والقادة العسكريين وأسماء الشيوخ والعلماء والقبائل، وأنسابهم، وجاء الكتاب في 17 عنوانًا، وهي تاليًا حسب ورودها في النصّ الأصلي:
ــ نسب الإدريسي ومولده ومنشأه وإحياؤه لهذه الفتنة.
ــ تفصيل الرّحلة الميمونة لدولة الأمير حسين باشا أمير مكّة المكرّمة لإطفاء هذه الفتنة وما آل إليه أمر الإدريسي وجنوده وذكر قبائل تهامة والحجاز وبلاد الحرمين تفصيلًا.
ــ حالة الإدريسي بعد رجوع دولة أمير مكّة المكرّمة من محاربته.
ــ صفة جزيرة العرب.
ــ القسم الأول... بلاد اليمن.
ــ متصرفية عسير.
ــ جغرافية عسير.
ــ ولاية الحجاز.
ــ الحدّ الجنوبي للولاية.
ــ وادي فاطمة.
ــ بلاد حضرموت.
ــ بلاد عمان وتسمّى إمامة مسقط.
ــ جزائر البحرين.
ــ بلاد نجد.
ــ قبائل شمر.
ــ بلاد العارض.
ــ ولاية البصرة وبغداد.
أما مؤلف الكتاب فهو الشريف شرف بن عبد المحسن بن حازم البركاتي من ذوي حسين. والبركاتي نسبة إلى جده الشريف بركات الثالث بن الشريف محمد أبي نمي الثاني أمير مكّة بن الشريف بركات الثاني أمير مكّة، يرجع في نسبه إلى الحسن السبط.
رافق الشريف الحسين بن علي في الحملة العسكرية إلى عسير سنة 1330هـ/1911م، وفي عهد الشريف الحسين بن علي عيّن قائمقام إمارة مكّة المكرّمة سنة 1335هـ/1916م، ثم عيّن بعد ذلك في منصب معتمد وكيل الوكالة العربية الهاشمية في القاهرة 1337هـ ثم عيّن نائبًا لوكالة الخارجية، نظرًا لاستقالة الأمير عبد الله بن الحسين من وكالة الخارجية 1338هـ/1920م، ثم عيّن في عهد الملك عبد العزيز في رئاسة هيئة المراقبة الإدارية 1349هـ/1930م، توفي رحمة الله يوم الأربعاء في 25 شوال 1358هـ/1939م.
أما محقق الكتاب فهو الأستاذ الدكتور مهند مبيضين أستاذ التاريخ الحديث ومدير عام مركز التوثيق الملكي الهاشمي وعميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية، له العديد من المؤلفات والتحقيقات المختصة بتاريخ العرب في الدولة العثمانية.