المشاركة الشعبيَّة في بناء الدولة الأردنيَّة خلالَ فترة الإمارة (1921-1946)

المشاركةالمشاركة الشعبيَّة في بناء الدولة الأردنيَّة خلالَ فترة الإمارة (1921-1946)

تأليف: سهيلا سليمان الشلبي

 

يُسَلِّطُ الكتابُ الضَّوءَ على دور المشاركة الشعبيَّة في بناء الدولة الأردنيَّة خلالَ فترة الإمارة (1921-1946)؛ حيث يُبحِرُ قارِئُهُ في رحلةٍ مميَّزة، يَطَّلِعُ فيها على دور المشاركة الشعبيَّة في بناء الدولة عبر ثلاثة فصول تتناولُ النواحيَ المختلفةَ من المشاركة الشعبيَّة في بناء الدولة الأردنيَّة خلال الفترة من عام 1921م إلى عام 1946م.

إنَّ أهميَّة استكشاف هذا الموضوع تكمنُ في أنَّهُ جانبٌ حيويٌّ من تاريخ إمارة شرقي الأردن لم يلقَ الاهتمامَ الكافيَ من الدراسات والأبحاث، ويشيرُ الكتابُ إلى أنَّ المشاركة الشعبيَّة لم تكن مُقتَصِرةً على مجال واحد، بل كانت متنوِّعةً حتى إنَّها شملت جميعَ جوانب الحياة تقريبًا؛ ففي الفصل الأول يتطرَّقُ إلى الناحية الاجتماعيَّة من المشاركة الشعبيَّة؛ إذ شهدت مشاركةً فعَّالةً وبارزةً في مجال التعليم، وكان لمؤسسات المجتمع المدنيِّ دورٌ نشيط، بما في ذلك المخاتير والهيئات الاختياريَّة، التي كانت رابطةً بين السُّلَطات الرسميَّة والمواطنين، كما شهدنا نوعًا خاصًّا من المشاركة الشعبيَّة من خلال الرقابة المجتمعيَّة؛ حيث روقِبَت كلُّ ظاهرةٍ غيرِ مرغوب فيها في المجتمع الأردني وجرن محارَبَتُها ومواجَهَتُها.

وَتَطَرَّقَ الكتابُ في فصله الثاني إلى الجانب الاقتصادي من المشاركة الشعبية، ويلاحظ فيه أنَّ للمشاركة في مجال الزراعة أهميَّةً خاصَّةً نظرًا إلى أنَّها النشاطُ الرئيسُ للعديد من أفراد المجتمع، وَتُشَكِّلُ أساسًا لعيشهم، على الرَّغم من التحدِّيات الطبيعيَّة والمُناخيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة التي واجهها هذا القطاع، التي كانت مرتبطةً بظروف حياة الإمارة، وقد وجاءت المشاركةُ الشعبيَّةُ للتصدي لهذه التحدِّيات والتغُّلب عليها. أما في ما يتعلَّقُ بالتجارة والصناعة، فكانت المشاركة محدودة إلى حدٍّ ما بسبب ضعف الخبرة العمليَّة والإمكانات التقنيَّة والماديَّة المتاحة، كما أنَّ الدولة لم تسعَ إلى إنشاء اقتصاد قوي ينافسُ الكيانَ الغربي، ومع ذلك كانت هناك مشاركةٌ للأردنيين في إقامة نواةٍ صناعيَّة تجاريَّة، خاصَّةً في مجال إنتاج المحاصيل الزراعية بكميات كبيرة وجودة عالية برزت منافسًا في الأسواق الخارجيَّة.

وفي الفصل الثالث من الكتاب جرى التركيزُ على دور المشاركة الشعبيَّة في مجال الخدمات، مثل: القطاع الصحي؛ حيث برزت الجهودُ في مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة، وتوفير الرعاية الطبيَّة المجانيَّة، وضمان توفير مصادر المياه النظيفة، وشملت المشاركةُ مجال النافعة/ الأشغال؛ حيث كان لها اهتمام خاصٌّ بتطوير البنية التحتيَّة، مثل: الطرق التي تربط المدن بالقرى وَتُعَزِّزُ التواصلَ الاقتصاديَّ والاجتماعيَّ والأمن من خلال تقليل جرائم الاعتداءات، وجاءت هذه المشاركة من خلال التبرُّع بالموارد الماليَّة لفتح الطرق وصيانتها، وتوفير المواد اللازمة، وكذلك من خلال مساهمة الأوقاف في بناء المساجد وتلبية حاجاتها، إضافةً إلى دعم المقامات الدينيَّة، وقد كانت هناك تشاركيَّةٌ في تأسيس البلديات عن طريق المطالبة بها والحثِّ على إنشائها ودعم نجاحها.
وأنهت المؤلِّفةُ كتابَها بخاتمة شاملة لخَّصَت فيها المعلوماتِ والنتائجَ التي عُرِضَت في الفصول السابقة، مُسَلِّطَةً الضَّوءَ على أهميَّة البحث ومساهمته في فهم الدَّور الذي أدَّته المشاركةُ الشعبيَّةُ في بناء الدولة في عهد الإمارة؛ مما يُسهم في الإثراء المعرفيِّ والفهم الأعمق لهذا الجانب التاريخي المهم. إضافةً إلى ذلك، قدَّمت المؤلِّفةُ قائمةً بالمراجع المُستخدَمة في إعداد دراستها؛ مما يُسَهِّلُ على القُرّاء الاطلاعَ على المصادر التي استندت إليها في تحليل البيانات وصياغة النتائج. وتأتي هذه القائمة ختامًا للعمل، مؤكِّدةً الدقَّةَ والمصداقيَّةَ في البحث والتحليل.
 

للطلب والاستفسار