مدرسة معان الثانوية للبنين سيرة ومسيرة في نصف قرن 1921-1971م
مدرسة معان الثانوية للبنين سيرة ومسيرة في نصف قرن 1921-1971م
تأليف: د. محمد عطاالله الخليفات أ. موسى خلف المعاني
يتناول كتاب "مدرسة معان الثانوية للبنين مسيرة ومسيرة في نصف قرن 1921-1971م" التغيرات الحاصلة في بيئة المدرسة الأردنية عبر دراسة مدرسة معان الثانوية خلال فترة الأعوام الخمسين التي يتناولها البحث، ويعتبر هذا الكتاب دراسة علمية جادة توثِّق تاريخ إحدى معالم التعليم في المملكة الأردنية الهاشمية وهي مدرسة معان الثانوية. كما يظهر الكتاب وعي الدولة والحكم في الأردن واهتمامهم الكبير بقطاع التعليم منذ تأسيس الإمارة مروراً بالفترات الزمنية التي يغطيها الكتاب، وتُبرز هذه الدراسة اهتمام أبناء الأردن عامة واهل محافظة معان خاصة بالتعليم، ووعيهم بأنه السبيل نحو بناء مستقبل أفضل وتحقيق الازدهار للدولة الأردنية. كما تسلط هذه الدراسة الضوء على تأسيس المدرسة وتطورها، وتبرز الدور الكبير الذي قامت به في تطوير منطقة محافظة معان.
ويتطرق الكتاب الى التغييرات التي شملت الهيكل المدرسي، والأساليب التعليمية، والموارد المتاحة. والتطور الحاصل في مدرسة معان بشكل ملموس جاعلاً منها مركزًا تعليميًا متقدمًا يضمن تعليماً ذو جودة عالية. ويتناول البحث الى انه ومن خلال تخريج أفواج من الطلاب الذين اتسموا بالمهارات الفكرية والعلمية، نجحت مدرسة معان في تزويد المجتمع بكوادر مؤهلة تلبي احتياجات الوطن. وتشير الدراسة الى ان هذه الإنجازات الكمية والنوعية للمدرسة لها آثار واضحة على بيئة ومجتمع محافظة معان، حيث تسعى محافظة معان دوماً إلى التقدم والازدهار. كما تذكر بأن هذه الفترة من تاريخ المدرسة تحمل العديد من الذكريات والتجارب التي ساهمت في تشكيل مسارها وإرثها التربوي.
كما ان الدراسة تتعمق في تاريخ مدرسة معان، مستعرضةً نشأتها وتطوّرها، إضافةً إلى استعراض أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية، والنواحي الفنية والنشاطات المدرسية، وحياة الطلاب، فضلاً عن تسليط الضوء على شخصيات تخرجت من المدرسة.
ويتكون هذا الكتاب من خمسة فصول تُسلط الضوء على تطوّر مدرسة معان الثانوية للبنين. حيث يتناول الفصل الأول المعنون بـ “النــــــشأة والبـــــــناء" نشأة المدرسة وتطوّرها، بما في ذلك البنية التحتية والسلم التعليمي ودور الرعاية الهاشمية، اذ يسلط هذا الفصل الضوء على مراحل نشوء المدرسة، ثم يتناول مرافق المدرسة ويذكرها وهي مكتب المدير، غرفة الكاتب (السكرتير)، غرفة المعلمين، غرفة الوسائل التعليمية، غرفة الرياضة، المختبرات العلمية، الغرف الصفية، مكتبة المدرسة، مشغل المهني، وملعب كرة قدم، والوحدات الصحية، بالإضافة الى سكن للطلاب. وبعدها ينتقل الكتاب الى باب ثالث في ذات الفصل يتناول الأثاث المدرسي، وهو ما كان يتم تزويد المدرسة به من الأثاث إما مباشرة من مديرية المعارف في العاصمة عمان، أو من مستودعات وزارة المعارف في الجنوب والموجودة في لواء الكرك، وعن اليات نقله، كما يتم ذكر الأثاث الذي احتوته كل غرفة او مرفق من مرافق المدرسة. ثم ينتقل الفصل الى باب رابع يتناول تطور السلم التعليمي في المدرسة وان المدرسة في بداية نشوؤها كانت مدرسة تحضرية وابتدائية حتى شهدت المدرسة نقلة نوعية عام 1948م عندما صدر قرار وزارة المعارف بتحويلها إلى مدرسة ثانوية. وفي الباب الأخير من الفصل الثاني من هذه الدراسة يشير المؤلفان الى الزيارات الملكية الى المدرسة مما يبرز دور الرعاية الهاشمية،
يركز الفصل الثاني المعنون بـ" الهيئة الإدارية والتدريسية" على الهيئتين الإدارية والتدريسية في مرحلتين زمنيتين وهما قبل العام 1948 حين تحولت المدرسة الى الثانوية، ويشير الكتاب الى ان المرحلة السابقة للعام 1948 تكون فيها الكادر الإداري والتدريسي للمدرسة التي عرفت آنذاك باسم مدرسة ذكور معان الابتدائية، من مدير مدرسة ومعلمين فقط، ويسرد الكتاب أسماء المدراء الذين تعاقبوا على شغل منصب مدير المدرسة خلال الفترة التي سبقت ترفيعها إلى مدرسة ثانوية عام 1948م ثم يتطرق الى اشهر أعضاء الهيئة التدريسية الذين خدموا في مدرسة معان ابان تلك الفترة. ثم يتطرق الكتاب في الباب الثاني من الفصل الى كادر المدرسة وتقسيمتها من مدراء، ووكلاء المدرسة، والمعلمين، والكتاب، والطهاة، والمشرفين، والآذنة، والحارس، في فترة ما بعد العام 1948م حتى العام 1971م.
أما الفصل الثالث، فعنوانه هو الجوانب الفنية والنشاطات المدرسية، اذ يتطرق هذا الفصل الى المناهج والكتب المدرسية التي تعد من أهم مدخلات النظام التعليمي، ودرة العملية التعليمية وجوهرها كما يصفها الكتاب ويسهب الباب الأول من هذا الفصل في وصف المناهج للمراحل الصفية المختلفة وعدد الحصص وتوزيعها، ثم ينتقل هذا الفصل الى بابه الثاني المعنون بـ "الامتحانات" ويتناول فيه الكتاب الامتحانات المدرسية، وهي وسيلة المدرسة لمعرفة ما حققه كل طالب من الأهداف المتعلقة بدراسته، كما أنها وسيلة المدرسة لبيان مدى كفايتها في تحقيق أهدافها بالنسبة للطالب، كما يتطرق الى الامتحانات العامة، من امتحان شهادة الدراسة الابتدائية، وامتحان شهادة الدراسة الاعدادية العامة (المترك)، وامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة؛ والمباحث التي كان يتقدم فيها تلاميذ المدرسة في الفرعين الأدبي والعلمي لامتحان شهادة الدراسة الثانوية. ثم يتطرق الفصل الى التفتيش والتوجيه التربوي حيث كانت إدارة المعارف العامة الإشراف على التعليم في الأردن منذ تأسيس الإمارة عام 1921م، ويتناول ايضاً تطور عملية التفتيش والمتابعة وتغير اسم إدارة المعارف الى وزارة التربية والتعليم عام 1956م وارتبط بهذا التعديل تغيير مسمى مكاتب تفتيش المعارف في الألوية من "مكتب تفتيش معارف" إلى "مديرية التربية والتعليم، ويتطرق هذا الباب من الفصل الى منهجية الزيارات وأساليب التفتيش والمتابعة التي انتهجت خلال الفترات المختلفة. ثم ينتقل الى النشاط الرياضي في المدرسة، وتأسيس فرق لكرة القدم، وكرة اليد، وكرة الطائرة، وكرة السلة، بالإضافة الى كرة الطاولة، كما تواجد فريق العاب قوى، ويتم التطرق ايضاً الى النشاط الاجتماعي في المدرسة، على النحو الأتي جمعية الهلال الأحمر الأردني المدرسية، صندوق الطالب الفقير، والرحلات المدرسية، والاحتفال بعيد الشجرة، بالإضافة الى فرق الكشافة. كما يتطرق الكتاب الى معسكرات الحسين للعمل والبناء وهي معسكرات طلابية للخدمة والبناء، وسميت هذه المعسكرات بـ (معسكرات الحسين) تيمناً باسم جلالة الملك الحسين بن طلال، وبلغ عددها (12) معسكراً شملت جميع ألوية المملكة ويتطرق الكتاب الى شرح مسهب عن اهداف هذه المعسكرات.
يتعامل الفصل الرابع المعنون بـ" الطلاب والجوانب الإدارية والمالية" مع طلاب المدرسة والجوانب الإدارية والمالية المتعلقة بهم، حيث يتطرق الى الأوضاع المالية لسكان منطقة معان في الفترة التي تغطيها الدراسة، وعن مسببات تراجع تسجيل الطلبة في المدرسة، ويسهب في وصف الحال في مناطق وداي موسى والشوبك، كما يتطرق الى بادية معان والصعوبات التي تواجدت في تلك الفترة. ويشير الكتاب الى ان مدينة معان القصبة كانت الرافد الرئيس لطلاب المدرسة طوال عهد الإمارة، ويحتوي الفصل على جداول تظهر اعداد الطلبة في السنوات المختلفة. كما يتناول هذا الفصل في باب منفرد اليات الضبط والتأديب للطلاب، اذ ان الطالب يصبح تحت مراقبة مدير ومعلمو المدرسة من حيث الدوام والسلوك والأخلاق، وكيفية حدوث التفقد من قبل المعلمين، وتشكيل اللجان المعنية بالتأديب والضبط. ثم يتناول الفصل في باب اخر الدوام المدرسي سواء كانت تواريخ بداية الفصول الدراسية، او الدوام اليومي وساعات قدوم الطلبة والمدرسين وباقي الكوادر التعليمية، والعطل المدرسية، والفصلية، والدينية. والاختلافات والصعوبات التي كانت متواجدة خلال كل فترة زمنية عاصرتها مدرسة معان. كما يذكر الكتاب قواعد الطابور الصباحي، والأناشيد التي كانت تردد من قبل الطلبة. كما يذكر الكتاب جمع التبرعات المدرسية، وواجبات ومهام مدير المدرسة، بالإضافة الى رواتب المعلمين وفئاتهم، ويشير الكتاب ايضاً الى مجلس المعلمين واللجان المتفرعة منه، بالإضافة الى التطرق الى الانفاق والتدفئة والعناية بالمباني الدراسية.
أما الفصل الخامس، فعنون بـ"رجالات من خريجي المدرسة" ويقدم مسيرة بعض خرّيجي المدرسة الذين أثروا في الحياة المؤسسية والعامة في الأردن كما انها تقوم بالتعريف ببعض الشخصيات من خريجي المدرسة ممن تولوا مناصب رفيعة في الدولة.
تقدم هذه الفصول نظرة شاملة على تاريخ وإرث المدرسة خلال نصف قرن من التطوّر والإنجازات. تعد هذه الدراسة مصدر غني عن حاضرة معان، تحمل في طياتها تاريخاً لمؤسسة تعليمية اردنية عريقة، تأسست في محلة معان الحجازية بالاسم الرسمي العثماني "معان حجازي ابتدائي مكتبي"، وتواجدت في معان الحجازية منذ عام 1892م.