قافلة الحاج الشامي في شرقي الأردن - في العهد العثماني (1516 - 1918م)
رسالة دبلوم دراسات عليا في التاريخ الحديث
اعداد الطالب مأمون أصلان بني يونس
اشراف الدكتور وجيه كوثراني
ان الفرضية الأساسية التي تقوم الدراسة على أساسها هي أن ظاهرة الحج في الدولة العثمانية ليست قافلة عادية تحمل الحجيج من دمشق الى الحج وحسب، وانما تشكل أيضاً موضوعاً تكمن أهميته في الكشف عن النواحي الدينية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في علاقة الحاكم بالمحكوم، وفي مستوى السكان على اختلاف أدوارهم ومراكزهم السياسية وفعالياتهم الاقتصادية ، ومن هذا الطرح يبرز التساؤل : لماذا انصب ذلك الاهتمام من الدولة على تنظيم قافلة الحج الشامي وحمايتها واظهارها بذلك المظهر المهيب، الذي لا يخلو من الطابع العسكري بانتقالها من دمشق الى المدينة ومكة؟ الأمر الذي يدعو الى الكشف عن مدى هذا الاهتمام ومساحة ذلك التأثير للقافلة بمرورها بشكل طولاتي من الشمال الى الجنوب في شرقي الأردن في الفترة العثمانية.
جاءت هذه الدراسة في مدخل وخمسة فصول وخاتمة واستنتاجات، حيث جاء في المدخل عرض تحليلي لظاهرة الحج من خلال حقول المعرفة الموجودة في المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة من حيث أهمية معلوماتها التي أفادت منها.
وكان موضوع الفصل الأول أهمية شرقي الأردن وتقسيماته الإدارية والأهمية الاستراتيجية الاقتصادية لشرقي الأردن في عصور ما قبل العثمانيين وخاصة في العصر المملوكي، كما شمل هذا الفصل شرقي الأردن في التقسيمات الإدارية العثمانية من عام 1516 – 1918م.
بينما توقف الفصل الثاني عند أهمية الحج عند المسلمين والتركيز على العهد العثماني، حينما أدركت الدولة العثمانية أهمية علاقتها مع العرب وشرافة مكة، واظهار الطابع الإسلامي الذي اقتضى منها تأمين سلامة قوافل الحج الأربعة: الشامية والمصرية والعراقية واليمنية.
أما الفصل الثالث فقد تناول أهمية الحج الشامي والإطارين الجغرافي والسكاني لقافلة الحج وظروف تبديل قيادة القافلة من القرن السادس عشر وحتى النصف الاول من القرن التاسع عشر. كما تطرق الفصل الى الاستعداد للحملة في تنظيمها ومواكبها وتمويلها من خلال احتفالاتها المهيبة المظهر.
وخصّص الفصل الرابع لخط القافلة في شرقي الأردن من القرن السابع عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر، مبرزاً أهم المنازل والمواقع الأردنية في طريق الحج والرحالة العرب والأوروبيين الذين رافقوا القافلة في تلك المنازل، كما أفرد الفصل جانباً الى الدور الذي لعبه البدو في نجاح القافلة أو فشلها، وشمل الفصل أيضاً مردود القافلة على المنطقة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
أما الفصل الخامس والأخير فقد احتوى على الآثار العامة لقافلة الحج في شرقي الأردن وخاصة في التقسيمات الادارية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كما شمل الفصل مظاهر من النشاط الاقتصادي في المنطقة والذي عززته القوافل التجارية من الخليل والقدس وغزة، ودور البدو في هذا المجال، وما كانت تدره الأرض من خيرات مثلت سلعاً تجارية هامة في الاستيراد والتصدير. وتطرق الفصل الى حركة النقل والمواصلات في المنطقة التي توجت بانشاء خط سكة حديد الحجاز 1901 – 1908م، وعرض لمحطات السكة في شرقي الأردن، ومقارنتها بمنازل الحج، اذ ساير الخط الحديدي طريق القافلة في معظم محطاته.